موقع موضع ولادة سيدي ابي الحسن الشاذلي في اشتنواغن
موضع ولادة سيدي الشاذلي في مدشر اشتنواغن في دوار الدردارة اقليم شفشاون في المغرب
موضع ولادة سيدي الشاذلي في مدشر اشتنواغن في دوار الدردارة اقليم شفشاون في المغرب
موقع عين الشاذلي في جبل العلم في المغرب
عين الشاذلي في جبل العلم في المغرب
عين الشاذلي في جبل العلم في المغرب
موقع جامع الزيتونة في تونس
اقامة الشاذلي في جامع الزيتونة في تونس العاصمة
اقامة الشاذلي في جامع الزيتونة في تونس العاصمة
اقامة الشاذلي في جامع الزيتونة في تونس العاصمة
موقع خلوة سيدي ابي الحسن الشاذلي
بيت ابوالحسن الشاذلي في تونس القديمة
بيت ابوالحسن الشاذلي في تونس القديمة
بيت ابوالحسن الشاذلي في تونس القديمة
بيت ابوالحسن الشاذلي في تونس القديمة
خلوة ابوالحسن الشاذلي في سوق البلاط في تونس
موقع مقام ابي الحسن الشاذلي في جبل الزلاج
مغارة الشاذلي في جبل الزلاج في تونس العاصمة
مغارة الشاذلي في جبل الزلاج في تونس العاصمة
مغارة الشاذلي في جبل الزلاج في تونس العاصمة
مغارة الشاذلي في جبل الزلاج في تونس العاصمة
باب مغارة الشاذلي في جبل الزلاج في تونس
موقع مقام الشاذلي في قرية علي الحطاب
مقام الشاذلي في قرية علي الحطاب "شاذلة" قرب المورقية في تونس
مقام الشاذلي في قرية علي الحطاب "شاذلة" قرب المورقية في تونس
موقع عين ماء سيدي ابي الحسن الشاذلي في جبل زغوان
عين ماء خلوة ابوالحسن الشاذلي في جبل زغوان في ولاية زغوان في تونس
عين ماء خلوة ابوالحسن الشاذلي في جبل زغوان في ولاية زغوان في تونس
موقع جامع القيروان في تونس
جامع القيروان حيث اقام الشاذلي في تونس في ولاية القيروان
جامع القيروان حيث اقام الشاذلي في تونس في ولاية القيروان
جامع القيروان حيث اقام الشاذلي في تونس في ولاية القيروان
موقع مقام ابي الحسن الشاذلي
ضريح ابي الحسن الشاذلي في صحراء حميثرا في مصر
ضريح ابي الحسن الشاذلي في صحراء حميثرا في مصر
الشيخ سيدي علي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه
نسبه : الشريف عليّ بْن عَبْد الله بْن عَبْد الجبّار بْن تميم بْن هُرْمُز بْن حاتم بن قُصي بْن يوسف بن يوشع بن ورد بن ابي البطال علي بن أحمد بن محمد بن عيسى بن ادريس بن عمر بن ادريس الازهر بن ادريس الاكبر بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب رضى الله عنهم جميعا.
لقبه : الشاذلي نسبة الى شاذلة وهي قرية قرب مدينة تونس (علي الحطاب حاليا) مبدأ ظهوره.
كنيته : أبوالحسن.
ولادته : ولد سنة (593هـ / 1196م) بالمغرب ببني زرويل من قبيلة الأخماس الغمارية تبعد ١٥ كيلومتر جنوب غرب شفشاون.
وفاته : توفي سنة (656هـ / 1258م ) بحميثرا بصعيد مصر بالقرب من (أسوان).
أولاده : شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد شرف الدين والبنات زينب وعريفة الخير.
زواياه :
زاويته في تونس في بلدة شاذلة "علي الحطاب" حالياً
زاويته في الاسكندرية
عمله : قبل الالتقاء بشيخه كان فلاحاً
لقائه بشيخه سيدي عبدالسلام بن مشيش رضي الله عنهم: قال الشاذلي: "لما قدمت عليه وهو ساكن برباطه برأس جبل اغتسلت وخرجت من علمي وطلعت إليه فقير وإذا به هابط علي، فلما رآني قال: مرحبا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار،.. وذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا علي طلعت إلينا فقيرا من علمك؟ أخذت منا علمي الدنيا والآخرة، فأخذني الدهش، وأقمت عنده أياما إلى أن فتح الله على بصيرتي، ورأيت له خوارق عادات وكرامات"
اخذ الطريقة والاذن بالأرشاد من الشيخ عبدالسلام بن مشيش.
ترجم رضي الله عنه في :
1. لطائف المنن في مناقب الشيخ ابي العباس المرسي وشيخه ابي الحسن لـ أبن عطاء الله السكندري. pdf
2. شفاءالعليل
2.تعطير الانفاس بمناقب سيدي ابي الحسن الشاذلي و سيدي ابي العباس. المؤلف علي بن محسن الصعيدي المالكي الشاذلي الوفائي
3. درة الأسرار في أقوال وأفعال وأحوال سيدي أبو الحسن الشاذلي . المؤلف الشيخ حموي المعروف بابن الصباغ pdf
قال الشَّيخُ أبو العبَّاسِ المُرسي، كنتُ مع الشَّيخِ في بحرِ عيذاب وكُنَّا في شِدَّةٍ من الرِّيحِ الأزيبِ([1])وكانَ المركبُ قد انفتحَ
فقالَ الشَّيخُ، رأيتُ السَّماءَ قد فُتحَتْ ونزلَ منها ملكانِ أحدُهُما يقولُ، موسى أعلمُ من الخضر.
والآخَرُ يقولُ، الخصرُ أعلمُ من موسى
ونزلَ ملَكٌ آخرَ وهو يقولُ، واللهِ ما عِلْمُ الخضرِ في علمِ موسى الَّا كعِلمِ الهُدهدِ في علمِ سُليمانَ حين قال (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ) النمل (22). ففهمتُ أنَّ سلَّمَنا في سفرِنا فإنَّ موسى سُخِّرَ لهُ البحرُ.
وقالَ رضيَ اللهُ عنهُ، واللهِ لقد تسألوني عن المسألةِ لا يكونُ عندي لها جوابٌ فأرى الجوابَ مُسطَّراً في الدَّواةِ والحَصيرِ والحائطِ.
وقالَ رضيَ اللهُ عنهُ، اجتمعَ بي الشَّريفُ البونيُّ([2]) وشرفُ الدِّين بنُ المجلى([3]) وأخبراني أنَّهما دخلا على إمرأةٍ بغربي الإسكَندريَةِ قالَ، فقالَتْ لنا، أرياني أيديَكُما، فشمَّتْ أيدينا وقالَتْ، أخَوانِ صالحانِ.
ثُمَّ قالَتْ، أنتَهيتُ في المعرفةِ الى مقامِ الحيرةِ فقلتُ، إلهِي بِمَ يَخرجُ العارفون من الحيرةِ؟
فقيلَ لي، بالتَّوحيدِ، فهل فيكم من يعرفُ هذا التَّوحيدَ الذي يَخرجُ بهِ العارفُ من الحيرةِ؟
قالَا، فقلنا لها، إنَّما جئنا نلتمسُ بركتَكِ.
فقالَ الشَّيخُ، ألا دُلُّوها على مَنْ ضُيِّقَ عليهِ؟ ألا دُلُّوها على منْ ضُيِّقَ عليهِ؟ ألا دُلُّوها على منْ ضُيِّقَ عليهِ؟
ثُمَّ توجَّهَ الى جهتِها وقالَ، التَّوحيدُ الذي يَخرجُ بهِ العارفونَ من الحيرةِ لا إلهَ إلَّا هو يخرجُ العارفون من الحيرةِ بلا إلهَ إلَّا هو.
فأصبحَ بعضُ أصحابِ الشَّيخِ فذهبَ إليهِا فوجدَها وهي تقولُ، استغنيتُ استغنيتُ، فعلمنا أنَّ الشَّيخ أمدَّها في تلكَ الساعةِ.
وحدّثَ خادمُه أبو العزائم ماضي بن سلطان رضيَ اللهُ عنهُ قالَ، تحدَّثَ الشَّيخُ رضيَ اللهُ عنهُ في حقيقةِ الشَّيخِ مع أصحابهِ فقالَ، أنْ تكونَ يدُه عليهِم يحفظُهم حيثُما كانَوا، قالَ، فاعترضتُ ذلكَ في نفسي وقلتُ، لا يكونُ ذلكَ إلَّا للهِ عزَّ وجلَّ، فلمَّا أصبحتُ أخذتْني ضيقةٌ شديدةٌ في نفسي، فخرجتُ لخارجِ الاسكَندريَة وجلستُ على ساحلِ البحرِ اليومَ كلَّهُ، فلمَّا صلَّيْتُ العصرَ زيَّقتُ([4]) وإذا بشيءٍ يحرِّكُنْي فظننتُ أنَّهُ بعضُ الفقراءِ يمازحُني.
قالَ، فأخرجَتُ رأسي من طوقي، وإذا بهِا امرأةٌ حسناءُ عليها لباسٌ حسنٌ وحُلِيٌّ، فقلتُ لهُا، ماتريدين؟
قالَتْ، أنتَ.
فقلتُ، أعوذُ باللهِ.
فقالَتْ، واللهِ ما لي عنكَ براحٌ، فدافعْتُها عن نفسي فأخذتْني في حُضنِها، ولعبتْ بي كما يلعبُ الطِّفلُ بالعُصفورِ، وما ملكَتْ نفسي شيئاً ورمتْني بين فُخذَيها، فحنَّتْ نفسي إليهِا وإذا بيدٍ أخذتْني من أطواقي، وإذا بالشَّيخِ يقولُ لي، يا ماضي ايشْ هذا الذي تقعُ فيه؟ ورماني عنها.
فظننْتُ أنَّ الشَّيخ اجتازَ بذلكَ المكانَ، فرفعتُ رأسي فما وجدتُ الشَّيخَ ولا المرأةَ، فتعجَّبتُ من ذلكَ وعلمتُ أنِّي أُصبتُ باعتراضي عليهِ.
فاستغفرتُ اللهَ، وصلَّيتُ المغربَ، وأتيتُ الى البابِ الأخضرِ([5]) وقد غُلِّقتْ أبوابُ البلدِ كلِّها، فلمَّا دنوتُ منه فُتحَ ودخلتُ المدينةَ ثُمَّ أُغلقَ وهذا البابُ لا يُفتحُ الا بعدَ صلاةِ الجُمعةِ، يخرجُ منه الأميرُ والنَّاسُ الى السَّاحل ثُمَّ يُغلقُ، قالَ، وأتيتُ القلعةَ ودخلتُ بيتي مُتخفِّياً عن الفقراءِ، فلمَّا صلَّى الشَّيخُ العشاءَ الأخيرةَ صرفَ النَّاسَ، وكانَ يعملُ في كلِّ ليلةٍ ميعاداً يأتي إليهِ النَّاسُ من البلدانِ يستمعون كلامَهُ.
قالَ، ثُمَّ دخلَ الخلوةَ وقالَ، أينَ ماضي؟
قالَوا، ما رأيناهُ اليومَ.
قالَ، أطلبوهُ في بيتِهِ.
فأتَوا إليَّ فقلتُ لهُم، إنَّني مريضٌ، وكانَ كذلكَ فإنِّي ما أتيتُ الا بحالٍ عظيمٍ.
فقالَ، احملوهُ بينكم، قالَ، فحملوني إليهِ وأدخلوني عليهِ وأمرَهم بالإنصرافِ فجلستُ بين يديهِ وأنا أبكي.
فقالَ لي، ياماضي لِمَ قلتَ بالأمسِ كذا وكذا فاعترضتَ أنتَ عليَّ، أين كانَت يدي اليومَ منك لمَّا أردتَ أن تقعَ في المعصيةِ؟ من لم يكُنْ من ذلكَ فليسَ بشيخٍ.
وقالَ، كُنَّا بدَمنهور الوحش([6]) فلمَّا صلَّينا العصرَ أعطاني كتاباً للشَّيخِ الفقيهِ فخرِ الدِّين الفائزي([7]) بالإسكندريةِ برسمِ حاجةٍ عُرضتْ لهُ، فقلتُ لهُ، ياسيِّدي إنْ كانَ غدًا إن شاءَ اللهُ أُسافرُ بُكرةً، وهذا الموضوعُ مسيرةَ يومٍ للفارسِ.
فقالَ لي، الليلةَ تسافرُ وتعودُ إليَّ بالجوابِ إن شاءَ اللهُ تعالى.
قالَ، فتقلدتُ نمشةً([8]) كانَت عندي وخرجتُ متوجِّهاً فوصلتُ الى الاسكَندريَةِ في أقربِ وقتٍ، وأعطيتُ الكتابَ للشَّيخِ ورجعتُ إليهِ قبلَ اصفرارِ الشَّمسِ، وكنتُ مررتُ بجبالِ الحاجزِ في طريقي، فأسمعُ بها دويَّاً وحسَّ المشي فأظنُّ أنَّهم اللُّصوصُ يعترضونَني في طرفِ النَّهارِ فأُرسلُ النمشةَ وأبقى منتظراً، قالَ، فما رأيتُ أحداً.
قالَ، فلمَّا جلستُ بين يديهِ تبسَّمَ وقالَ لي، تُحبِّذُ نمشتَك تتَّقي بها اللُّصوصَ؟ الدويُّ الذي كنتَ تسمعُهُ دويُّ الملائكةِ، واللهِ ماخرجتَ من بين يديَّ حتَّى تكفَّلَ بك ثمانون ألفاً من الملئكةِ يحفظونَك من أمرِ اللهِ حتَّى وصلتَ الى الإسكَندريَةِ وعدتَ إلينا.
وقالَ، بعثني الشَّيخُ من الاسكَندريَةِ الى دِمياط([9]) في بعضِ حوائجِه وكانَ عندنا رجلٌ من أهلِها، فأرادَ السَّفرُ معي فاستأذنَ الشَّيخَ فأذنَ لهُ في السَّفرِ، فلمَّا توجَّهنا لبابِ السِّدرةِ، وهو بابٌ من أبوابِ الاسكَندريَةِ أخرجَ الرَّجلُ دراهمَ ليشتريَ بهِا خبزاً وإداماً.
فقلتُ لهُ، ماتحتَاجُ إلى شيءٍ.
فقالَ لي، نجدُ دكَّانَ فلانٍ في الصَّحراءِ، وأشارَ الى دكَّانِ حلواني بالإسكندريةِ.
فقلتُ لهُ، حسنٌ إن شاءَ اللهُ، وكنتُ مهما سافرتُ لا أحملُ معي زاداً فإذا أصابني جوعٌ أسمعُ كلامَهُ من خلفي يقولُ، ياماضي أُخرجْ عن يمينِك تُجدُ ما تأكلُ، وكذا إذا عطشتُ فأجدُ طعاماً طيِّباً وماءً عذباً.
قالَ، فخرَجْنا عن الإسكَندريَةِ ومَشيْنا، وجدَّ بنا السَّيرُ حتَّى تعالى النَّهارُ بنا، فقالَ لــــي، ياماضي أطعِمْني فإنِّي قد جُعــــــــتُ، وإذا بكلامِ الشَّيخِ علــى العادَةِ يقــــــولُ، يا ماضي جاعَ ضيفُك أُخرجْ عن يمينِك تجدُ ما تُطعمُهُ.
قالَ، فخرجتُ عن يميني فوجدْنا مَحْفَلةً([10]) مملوءةً بكُنافةٍ سكَّريةٍ مُخلَّطةٍ بالمسكِ وماءِ الوردِ، فأكلْنا حتَّى تملَّينا([11]) فبَكى الرَّجلُ وتعجَّبَ ممَّا رأى فقلتُ لهُ، أيُّهما أطيبُ هذا الطَّعامُ أو ما أشرتَ إليهِ في دكَّانِ الحلواني؟ فقالَ، واللهِ ما رأيتُ مثلَ هذا، وما صُنعَ مثلُهُ قَطُّ في قصرِ ملكٍ من الملوكِ، وأرادَ أن يرفعَ بقيَّتَهُ فمنعتُهُ وتركتُها على حالِها ومشينا يسيراً فعطشْنا وإذا بكلامِ الشَّيخِ يقولُ، يا ماضي أُخرجْ عن يمينِك تجدِ المَّاءَ فوجدْنا عينَ ماءٍ عذبٍ في الرَّملِ فشَربْنا واضطجَعْنا ساعةً وقُمنا فما وجدنا قطرةَ ماءٍ.
فقالَ الرَّجلُ، أينَ الماءُ الذي كانَ ههنا؟ فقلتُ، لاعلمَ لي بهِ فقالَ، واللهِ لقد مُكِّنَ لهذا الشَّيخِ تَمكيناً عظيماً، واللهِ لا رجعتُ الى أهلي حتَّى أنالَ ما نالَ([12]) هذا الشَّيخُ أو أموتَ في اللهِ تعالى، فخلَّى فَروَتَهُ عندي ومشى في البريَّةِ يقولُ، الله الله، قالَ، فلمَّا قضيتُ سفري ورجعتُ إليهِ قالَ لي، ياماضي ودَّرتَ([13]) ضيفَك.
فقلت لهُ، أنتَ الذي ودرَّتَهُ، الذي أطعمتَهُ الكُنافةَ السُّكريَّةَ في البريَّةِ، وأسقيتَهُ الماءَ العذبَ في الرَّملِ.
فقالَ لي، مرَّ في الذَّاهبين الى اللهِ تعالى.
وقالَ، حججتُ سنةً من السِّنينَ عن إذنه، فلمَّا قضيتُ مناسكَ الحجِّ وأتيتُ طوافَ الوداعِ قامَ أهلُ مكَّةَ على من بقيَ في الحرمِ من الحجَّاجِ فنهبوهم، وكانَتْ عندي أماناتٌ للنَّاسِ، فدخلتُ في الحِجرِ ووقفتُ تحتَ الميزابِ، وقلتُ، إن خرجتُ أنتَهبتُ وإن جلستُ جلستُ بأموال النَّاس!
فتحيَّرتُ([14]) في أمري، فناديتُ بالشَّيخِ وإذا بهِ واقفٌ عند بابِ النَّدوةِ يُشيرُ إليَّ، فبادرْتُ إليهِ فولَّى خارجاً عنِّي فأتيتُهُ ولم أقدرْ من الوصولِ إليهِ حتَّى دخلَ الرَّكبَ ودخلتُ الى الرَّكبِ، فطلبتُهُ فلم أجدْهُ.
فلمَّا دخلتُ الدِّيارَ المصريَّةَ وأتيتُهُ وسلَّمَتُ عليهِ سأَلَني عن حالي وقالَ لي، يا ماضي لمَّا اشتدَّ الأمرُ عليك وناديتَ بنا أتينا إليكَ وخلَّصناكَ ممَّا كنتَ فيهِ.
وقالَ، حججتُ سنةً من السِّنينَ مع الشَّيخِ رحمهُ اللهُ وكُنَّا في المدينةِ المنوَّرةِ دخلَ علينا في تلكَ الساعةِ أبو محمَّدٍ عبدِ العزيزِ الزَّيتوني، وكانَ ناظراً على طعامِ الفقراءِ فقالَ لهُ، يا سيِّدي ماتَ لنا بعيرٌ وبقيَ حِملهُ على الأرضِ.
فقالَ، واللهِ يا سيِّدي ما عندي في هذهِ الساعةِ لا صفراءَ ولا بيضاءَ وأمرَهُ بالجلوسِ، فجلسَ معنا، وسخَّنَ الشَّيخُ حلقةً دائرين عليهِ، فأدخلَ رأسَهُ في طوقِهِ ساعةً، ثُمَّ أخرجَ رأسَهُ وقالَ، يا محمَّد أدنُ منِّي، فدنا منه فقالَ، أدخِلْ يدَكَ وخُذْ ما في جيبي، فأدخَلها وأخرجَها مملوءةً ذهباً.
وقالَ، أُنظروا ما ضربَها ضاربٌ ولا صاغَها صائغٌ وإنَّما قيلَ لي،
يا عليُّ خُذْ ما في جيبِك، ثُمَّ قالَ لهُ، إشترِ جملاً وما تحتَاجُ إليهِ من أزودةِ الفقراءِ.
وكانَ الشَّيخُ أبو محمَّدٍ عبدِ العزيزِ من كبارِ أصحابهِ، دعا الشَّيخُ يوماً على عرفاتٍ واختَصَّهُ بالتَّأمينِ على دعائهِ وحدَهُ، فلمَّا فرغَ من دعائهِ قالَ، واللهِ لقد دعاكَ بدلٌ وخليفةٌ فقالَ، يا سيِّدي من البدلُ ومن والخليفةُ؟ فقالَ، أنتَ البدلُ وأنا الخليفةُ.
قالَ الشَّيخُ الصَّالحُ أبو العزائمِ ماضي، كانَ للشَّيخِ ولدٌ اسمُهُ عليٌّ فلقيتُهُ بالإسكندريةِ سكراناً بالخمرِ، فأتيتُ بهِ الدّارَ وضربتُهُ ضرباً وجيعاً حتَّى تعلَّقَ بأُمِّهِ، فجذبتُهُ حتَّى خرجَ بخيوطِ رأسِها في يدهِ، فصاحتْ وبكتْ فدخلَ عليها الشَّيخُ فقالَ لها، ما يُبكيكِ؟
فأخبرَتْهُ القصَّةَ ولم تُخبرْهُ بسُكرِهِ، فتغيَّرَ الشَّيخُ لذلكَ فلمَّا دخلَ الزَّاويةَ قالَ لي، يا ماضي لِمَ فعلتَ كذا وكذا؟
قلتُ، لأنَّني وجدتُهُ سَكراناً بالخمرِ واللهِ لو تعلَّقَ بك لجلدتُهُ الحدَّ.
قالَ لي، هكذا هو وتغيَّرَ وجهُهُ ودخلَ الخلوةَ ساعةً واستدعاني فدخلتُ عليهِ فوجدتُهُ فرحاً مستبشراً.
فقالَ لي، دخلتُ الى هذا المكانِ وهممتُ أن أدعوَ على ولدي فقيلَ لي، يا عليُّ ما لكَ ولولييِّ دَعْهُ حتَّى ينفذَ ما قدَّرتُ عليهِ، فلم تمضِ مدةٌ يسيرةٌ حتَّى خرجَ في سياحةٍ وظهر بأرضِ المغربِ وظهرتْ ولايتُهُ (نفعَ اللهُ بهِ وبوالدهِ)([15]).
حدَّثَ ابنُ الصَّبَّاغِ عن يعقوبَ بنِ سعيدٍ الجندوبي وأخيهِ محمَّدٍ قالَا، قدِمَ الشَّيخُ رضيَ اللهُ عنهُ علينا ليلةً ونحنُ بِحصين وكانَ عندنا عشرُ شياهٍ برسمِ الكَسبِ، فذبحنا لهُ شاةً من أجودِها، فقالَ لِمَ فعلتُم هذا؟
فقلنا لهُ، هذه للبركةِ إن شاءَ اللهُ تعالى.
فقالَ، هذه الشاةُ بألفِ شاةٍ إن شاءَ اللهُ تعالى.
فقالَ أحدُهُما، وتحتَها ألفُ مُدٍّ مُختزنةٍ.
قالَ، وتحتَها ألفُ مُدٍّ إن شاءَ اللهُ تعالى.
قالَ والدي رحمهُ اللهُ، فلم تَمضِ مدَّةٌ يسيرةٌ حتَّى كسبنا ألفَ شاةٍ وألفَ مُدٍّ مختزنةٍ.
قالَ والدي رحمهُ اللهُ، حضرتُ لعدَّتِها وأكلتُ من نسلِها.
وقالَ ابنُ ابنةِ الشَّيخِ رضيَ اللهُ عنهُ، لمَّا تزايدتْ والدتي للشيخِ دخلَ والدي رحمهُ اللهُ وهو علي الدَّمنهوري على الشَّيخِ ليُهنِّئهُ بِها فقالَ لهُ الشَّيخُ، إنَّها زوجتُك، وكانَ والدي اذ ذاك شيخاً كبيراً فقالَ في نفسِهِ كيفَ يكونُ ذلكَ وأنا في هذا السِّنِّ؟
قالَ، نعم ويتزايدُ لكَ فلانٌ وفلانٌ وعدَّ عليهِ الأولادَ.
وقالَ، انَّ اللهَ أطلعني على ذلكَ. قالَ، فكانَ زوجَها وتزايدَ ما أخبرَ بهِ ثُمَّ ماتَ رحمهُ اللهُ في الإسكندريَةِ.
وقالَ الشَّيخُ الصَّالحُ أبو مروان عبدُ الملكِ المعروفُ بالقسَّاطِ، لمَّا توجَّهتُ للدِّيار المصريةِ ودخلتُ الإسكَندريَةَ قصدتُ سيِّدي الشَّيخَ فوجدتُهُ جالساً ومعهُ جماعةٌ من النَّاسِ وهو يناظرُهم في علمٍ، فسلَّمتُ عليهِ وجلستُ بين يديهِ.
فقالَ، ما اسمُك؟ ومن أينَ جئتَ؟ وأيُّ شيءٍ تنتحلُ([16])؟
فأخبرتُه بإسمي وبلدي وأنَّ شُغلي كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
فقالَ لي، إقرأْ عليَّ آيةً من كتابِ اللهِ.
قالَ، فتعوَّذتُ وأطلقَ اللهُ على لساني (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ * إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاء إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أنتَ بهِادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ * وَإذا وَقَعَ الْقَوْلُ عليهِمْ أخرجَنَا لهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاس كانَوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حتَّى إذا جاءَوا قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بهِا علماً أَمْ مَإذا كنتمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَوْلُ عليهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ) النمل 79 -85
فتهلَّلَ وجهُ الشَّيخِ ثُمَّ التفتَ الى الحاضرين وقالَ، ما بعدَ بيانِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى بيانٌ.
قالَ، فعرفتُ أنَّهم قومٌ من المعتزلةِ وأنَّ الشَّيخَ كانَ يناظرُهم في مذهبهِم فأجرى اللهُ على لساني من كتابِ اللهِ ما اهتدَوا بهِ الى الحقِّ فأقلعوا عن مذهبهِم وتابوا بينَ يديهِ ورجعوا الى الحقِّ والسُّنَّةِ.
فقالَ لي رضيَ اللهُ عنهُ، أُطلبْ منِّي ما تحبُّ.
فقلتُ، ثلاثةُ أشياءَ، تكسوني كُسوةً جيِّدةً، وتدلُّني على من أُجوِّدُ عليهِ كتابَ اللهِ تعالى([17]) وتدعو لي بخيرٍ.
فأعطاني كُسوةً جيِّدةً، ودلَّني على أُستاذٍ جيِّدٍ يُقالَ لهُ ابنُ الدَّهانِ، وقالَ لي، عطفَ اللهُ عليكَ قلوبَ الأخيار، وباركَ لكَ فيما أعطاكَ، وختمَ لكَ بالسَّعادَةِ، فواللهِ لقد رأيتُ الدَّعوتينِ وأرجو اللهَ في الثالثةِ.
[1] . الأزيب/ الشَّديدةٌ. معجم لسان العرب.مادة (أزب).
[2] . البوني نسبة الى بونة بأفريقية على السَّاحل، وهي اليوم عنابة بالجزائر ، لم أعثر لهُ على ترجمة، وهو غير تقي الدِّين أبو العبَّاس أحمد بن علي بن يوسف البوني القرشي المتوفى سنة/ 622ه، صاحب (شمس المعارف) وكتاب (أسرار الحروف)، وغير الامام أبو المواهب محمَّد بن أحمد البوني الزاهد المتوفى سنة/ 632 ه، الذي يُنسب إليهِ حزب النصر. هدية العارفين ج1 ص90، ج2 ص113.
[3] . لم أعثر لهُ على ترجمة.
[4] . أي أدخلَ رأسه في طوقه.
[5] . الباب الأخضر، أحد أبواب الاسكندرية لا يُفتح إلَّا يوم الجمعة فيخرج منهُ النَّاس لزيارة القبور، رحلة ابن بطوطة ص8.
[6] . إحدى قرى مركز زفتي التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، الموسوعة الحرة.
[7] . في درة الأسرار (الفاتزي) ولم أجد لهُ ترجمة بلقب (فخر الدِّين) ولعلهُ هو الوزير هبة الله بن صاعد شرف الدِّين الأسعد الفائزي، خدم الملكَ الفائز ابراهيم بن العادَل الأيوبي ونُسبَ إليهِ ، كانَ نصرانيا فاسلم، كان رئيساً فاضلاً، وَزرَ للمعز أيبك سنة 652ه، وكانت لهُ عنده حظوة، فلمَّا قُتل المعز أُخذ وصودر ثُمَّ مات سنة / 655ه، قيلَ توفي خنقاً في السجن ودُفن بالقرافة. الوافي بالوفيات ج27 ص163، البداية والنهاية ج13ص199، السُّلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص465 و 486.
[8] . في درة الأسرار ص36 (نمشية) والنمشةُ، نوع من أنواعِ السيوفِ مستقيمٌ ليسَ بهِ انحناءٌ.
[9] .مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بحر الروم والنيل، مخصوصة بالهُواء الطيب، وهي ثغر من ثغور الاسلام. معجم البلدان م2 ص472.
[10] . حفل الماء إذا اجتمع، فالمحفلة ما يُجمع فيها الطعام. لسان العرب مادة حفل.
[11] . في درة الأسرار طبعة (المكتبة الأزهرية) ص37(تحلَّينا).
[12] . في درة الأسرار أعلاه ص37 (ما قالَ الشَّيخُ).
[13] . أي أهلكَتَ ضيفَك، ودَّرَ الرجلَ توديراً أي أوقعهُ في مَهلكة. لسان العرب مادة ودر.
[14] . في الدرة طبعة (المكتبة الأزهرية) ص37 (تحريتُ).
[15] . زيادة في الطَّبعة الحجرية ص20.
[16] . في درة الأسرار طبعة (المكتبة الأزهرية) ص42 (تستحل).
[17] . زيادة في الطَّبعة الحجرية ص23.
احزابه:
( يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليمُ، أنتَ ربِّي وعلمُك حسبي، فنِعْمَ الرَّبُّ ربّيِ ونِعْمَ الحسبُ حسبي، تنصرُ مَنْ تشاءُ وأنتَ العزيزُ الرَّحيمُ، أسألُكَ العصمةَ في الحركاتِ والسَّكناتِ واللَّحظاتِ والخطراتِ من الشُّكوكِ والظُّنونِ والأوهامِ السَّاترةِ للقلوبِ عن مطالعةِ الغُيوبِ، فقد أُبتليَ المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً، واذ يقولُ المنافقون والذين في قلوبهِم مرضٌ ما وعدَنا اللهُ ورسولُهُ إلَّا غروراً فثبِّتْنا وانصرُنا وسخِّرْ لنا هذا البحرَ كما سخَّرتَ البحرَ لموسى، وسخَّرتَ النَّارَ لإبراهيمَ، وسخَّرتَ الجبالَ والحديدَ لداودَ، وسخَّرتَ الرِّيحَ والشَّياطينَ والجنَّ لسليمانَ، وسخِّرْ لنا كلَّ بحرٍ هو لكَ في الأرضِ والسَّماءِ والمُلكِ والملكَوتِ وبحرِ الدُّنيا والآخرةِ وسخِّرْ لنا كلَّ شيءٍ يا مَنْ بيدِهِ ملكُوتُ كلِّ شيءٍ.
(كهيعص) ثلاثا أُنصرْنا فإنَّك خيرُ النَّاصرين، واغفرْ لنا فإنَّك خيرُ الغافرين، وافتحْ لنا فإنَّك خيرُ الفاتحين، وارزقْنا فإنَّك خيرُ الرَّازقين، وارحمْنا فانَّك خيرُ الرَّاحمين واهدِنا ونجِّنا من القومِ الظَّالمين ، وهَبْ لنا ريحاً طيِّبةً كما هي في علمِك وانشرْها علينا من خزائنِ رحمتِك، واحملْنا بهِا حملَ الكَرامةِ مع السَّلامةِ والعافيةِ في الدِّين والدُّنيا والآخرةِ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ يسِّرْ لنا أمورَنا مع الرَّاحة لقلوبِنا وأبدانِنا، والسَّلامةِ والعافيةِ في دنيانا ودينِنا، وكُنْ لنا صاحباً في سفرِنا وخليفةً في أهلِنا، واطمسْ على وجوهِ أعدائِنا وامسخُهم على مكانَتِهم فلا يستطيعون المُضيَّ ولا المجيءَ الينا (وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مكانَتِهم فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ) يس (66-67)
(يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحيم * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) يس (1- 9)
(شاهت الوجوه) ثلاثا
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلماً) طه (111)
طس حم عسق (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) الرَّحمن (19-20)
حم حم حم حم حم حم حم، حُمَّ الأمرُ وجاءَ النَّصرُ فعلينا لا يُنصرونَ (حم * تَنْزِيلُ الكَتَابِ مِنَ الله الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إلهَ إِلَّا هُوَ إليهِ الْمَصِيرُ) غافر (1-3)
بسمِ اللهِ بابُنا، تباركَ حيطانُنا، يس سقفُنا، كهيعص كفايتُنا، حم عسق حمايتُنا (فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّميع الْعَلِيمُ) البقرة (137) ثلاثا، سترُ العرشِ مسبولٌ علينا، وعينُ اللهِ ناظرةٌ إلينا، بحولِ اللهِ لا يُقدرُ علينا (وَالله مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) البروج (20-22) ثلاثا (فَالله خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) يوسف (64) ثلاثا (إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الكَتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالحينَ) الأعراف (196) ثلاثا (حَسْبِيَ الله لا إلهَ إِلَّا هُوَ عليه النَّفس وَهُوَ ربُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التّوبة (129) ثلاثا (بسمِ الله الذي لا يضرُّ مع اسمهِ شيئٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ) ثلاثا (أعوذُ بكلمَّاتِ الله التَّامَّاتِ من شرِّ ما خلقَ) ثلاثا (ولا حولَ ولا قوَّةَ الا بالله العليِّ العظيمِ) ثلاثا، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحِبَهِ وسلَّمَ.
حزبُ النُّور ويسمَّى حزبُ الفتحِ، وهو الحزبُ الذي فتحَ اللهُ بهِ على الشَّيخِ رحمَهُ اللهُ.
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
يا اللهُ، يا نورُ، يا حقُّ، افتحْ قلبي بنورِك، وعلِّمْني من علمِك، وفهِّمني عنكَ، وأسمعني منك، وبصِّرني بك، وأقمْني بشهودِك، وعرِّفني الطَّريق إليكَ، وهوِّنها عليَّ بفضلكَ، وألبسْني التَّقوى منك، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ أُذكرْني وذكرِّني، وتُبْ عليَّ واغفرْ لي مغفرةً أنسى بهِا كلَّ شيءٍ سواك وهبْ لي تقواكَ، واجعلني ممَّن يحبُّك ويخشاك، واجعلْ لي من كلِّ همٍّ وغمٍّ وضيقٍ وهوى وشهوةٍ وخَطَرَةٍ وفِكرةٍ وإرادةٍ ومن كلِّ قضاءٍ وأمرٍ فرجاً ومخرجاً.
أحاطَ علمُك بجميعِ المعلوماتِ، وعلَتْ قدرتُك على جميعِ المقدوراتِ، وجلَّت ارادتُك أن يوافقَها أو يخالفَها شيءٌ من الكَائناتِ.
حسبي اللهُ وأنا بريءٌ ممَّا سوى اللهِ، لا إلهَ الا هو عليهِ توكَّلْتُ وهو ربِّ العرشِ العظيمِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ نورُ عرشِ الله
لا إلهَ إلَّا اللهُ نورُ لوحِ الله
لا إلهَ إلَّا اللهُ نورُ قلمِ الله
لا إلهَ إلَّا اللهُ نورُ رسولِ الله
لا إلهَ إلَّا اللهُ نورُ سرِّ ذاتِ رسولِ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ آدمُ خليفةُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ نوحٌ نجّى اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ ابراهيمُ خليلُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ موسى كليمُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ عيسى روحُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ حبيبُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ الأنبياءُ خاصَّةُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ الأولياءُ أنصارُ اللهِ
لا إلهَ إلَّا اللهُ الرَّبُّ الإلهُ الملكُ الحقُّ المبينُ، خالقُ كلِّ شيءٍ، وهو الواحدُ القَّهارُ
ربُّ السَّمواتِ والأرضِ وما بينهُما العزيزُ الغفَّارُ
لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليمُ الكَريمُ
سبحانَ ربِّ السَّمواتِ السَّبعِ وربِّ العرشِ العظيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ
باسمِ اللهِ، وباللهِ، ومنِ اللهِ، والى اللهِ، وعلى اللهِ فاليتوكِّلِ المؤمنون.
حسبيَ اللهُ، آمنتُ باللهِ، ورضِيَتُ باللهِ، توكَّلْتُ على اللهِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، أتوبُ إليكَ بكَ منكَ إليكَ.
ولولا ماشئتَ ما تُبتُ إليكَ، فامحُ من قلبي محبةَ غيرِك، واحفظْ جوارحي من مخالفةِ أمرِك، وتالله لئن لم ترعَني بعينِك، وتحفظْني بقُدرتِك، لأُهلكَنَّ نفسي ولأُهلكَنَّ أمةً من خلقِك، ثُمَّ لا يعودُ ضررُ ذلكَ إلَّا على عبدِك.
أعوذُ بمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذُ برضاكَ من سخطِك، وبكَ منكَ، لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك، بل أنتَ أجلُّ من أنْ أُثنيَ عليك، وإنَّما هي أعراضٌ تدلُّ على كرمِك قد منحتَها لنا على لسانِ رسولِكَ لنعبدَك بهِا على أقدارِنا لا على قدرِك، فهل جزاءُ الإحسانِ إلَّا الإحسانُ منك؟
يا مَنْ بهِ ومنهُ وإليهِ يعودُ كلُّ شيءٍ، أسألُكَ بحرمةِ الأستاذِ، بل بحرمةِ النَّبيِّ الهادي، بل بحرمةِ السَّبعينَ والثمانية، بل بحرمةِ أسرارِ ما منكَ الى النَّبيِّ الأميِّ بل بحرمةِ سيِّدةِ آي القرآنِ من كلامِك، بل بحرمةِ السَّبعِ المثاني والقرآنِ العظيمِ، بل بحرمةِ كُتبِكَ المُنزَّلةِ، بل بحرمةِ الاسمِ الأعظمِ الذي لا يضرُّ معَهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ، بل بحرمةِ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُواً أَحَدٌ) اكفني كلَّ غفلةٍ وشهوةٍ ومعصيةٍ فيما تقدَّمَ، وفيما تأخرَّ، اكفني كلَّ طالبٍ يطلبُني بالحقِّ وغيرِ الحقِّ في الدُّنيا والآخرة، فإنَّ لكَ الحجةَ البالغةَ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .
واكفني همَّ الرِّزقِ وخوفَ الخلقِ، واسلُكْ بي سبيلَ الصِّدقِ، وانصُرْني بالحقِّ واكفني كلَّ همٍّ وغمٍّ دونَ الجنَّةِ، واكفنا كلَّ عذابٍ من فوقِنا، أو من تحتِ أرجُلِنا، أو يلبسَنا شيَعاً، أو يُذيقَ بعضنا بأسَ بعضٍ، واكفنا شرَّ ما تعلَّقَ بهِ علمُك ممَّا كان ويكونُ، إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .
سبحانَ الملكِ الخلاَّقِ، سبحانَ الخلَّاقِ الرَّزَّاقِ، سبحانَ اللهِ عمَّا يصفون، عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ، فتعالى عمَّا يُشركونَ، سبحانَ ذي العِزَّةِ والجبروتِ، سبحانَ ذي القُدرةِ والملكَوتِ، سبحانَ من يُحيي ويُميتُ، سبحانَ الحيِّ الذي لا يموتُ سبحانَ القائمِ القادرِ، سبحانَ القادرِ القاهرِ، وهو القاهرُ فوقَ عبادِه، وهو الحكيمُ الخبيرُ، سبحانَ القائمِ الدَّائمِ.
قُلْ حسبيَ اللهُ عليه يتوكَّلُ المتوكِّلونَ.
أعوذُ باللهِ من جَهدِ البلاءِ، ومن سوءِ القضاءِ، ومن دَرِك الشَّقاءِ، ومن شماتةِ الأعداءِ وأعوذُ باللهِ ربِّي وربِّكم من كلِّ مُتكبِّرِ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ، يا من بيدِهِ ملكَوتُ كلِّ شيءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجارُ عليه، أنصرفُ بالخوفِ منك والتَّوكُّلِ عليك، حتَّى لا أخافَ غيرَك، ولا أرجو غيرَك، ولا أعبدَ شيئاً سواك، أشهدُ أنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّك قد أحطتَ بكلِّ شيءٍ علماً.
أسألُكَ بهِذا الأمرِ الذي هو أصلُ الموجوداتِ، وإليهِ المبدأُ والمُنتهى، وإليهِ غايةُ الغاياتِ، أنْ تُسخِّرَ لنا هذا البحرَ، بحرَ الدُّنيا وما فيه ومَنْ فيه، كما سخَّرتَ البحرَ لموسى، وسخَّرتَ النَّارَ لإبراهيمَ، وسخرتَ الجبالَ والحديدَ لداودَ، وسخَّرتَ الرِّيحَ والشَّياطينَ والجنَّ لسليمانَ، وسخِّرْ لي كلَّ بحرٍ، وسخِّرْ لي كلَّ جبلٍ وسخِّرْ لي كلَّ حديدٍ، وسخِّرْ لي كلَّ ريحٍ، وسخِّرْ لي كلَّ شيطانٍ من الجنِّ والإنسِ، وسخِّرْ لي نفسي، وسخِّرْ لي كلَّ شيءٍ يا مَنْ بيدِه ملكَوتُ كلِّ شيءٍ، وانصُرني باليقينِ، وأيِّدْني بالرُّوحِ([2]) الأمينِ.
صدقَ اللهُ وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدَهُ.
(طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تحتَ الثَّرى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ لهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) طه( 1- 8)
نسألُكَ بهِذا الاسمِ العظيمِ الذي حفظتَ بهِ أوليائَك الكَرام، إنَّك أنتَ الملكُ العلَّامُ، أنْ تجعلَني بالأُسوةِ الحسنةِ التي كانتْ في إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ والَّذين معهُ (قَدْ كَانَتْ لكَمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالَوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) الممتحنة(4)
جلَّ ربِّي أنْ يوجدَ بشيءٍ، أو يُفقدَ بشيءٍ، إنَّهُ لن يضرَّ معهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وهو السَّميعُ العليمُ.
حزبُ البَرِّ أو حزبُ (إذا جاءَك) (يُقرأُ بعدَ صلاةِ الصُّبحِ) ورواهُ ابنُ الصَّباغِ مع حزبِ الآياتِ وجعلهُما حزباً واحداً.
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وصلَّى الله على سيدنا محمَّد
( وَإذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحمةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الأنعام (54)
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الأنعام آية (103)
ألر، كهيعص، حم عسق
(قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) الأنبياء (112)
(طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)([1]) طه (1- 8)
اللهمَّ إنَّك تعلمُ أنِّي بالجَهالةِ معروفٌ وأنتَ بالعلمِ موصوفٌ، وقد وسِعتَ كلَّ شيءٍ من جهالتي بعلمِك فسعْ ذلكَ برحمتِك، فاغفرْ لي إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا اللهُ يا مالكُ يا وهَّابُ، هبْ لنا من نَعمائِك ما علمتَ لنا فيه رضاكَ، واكسُنا كسوةً تَقِنا بهِا من الفِتنِ في جميعِ عطاياكَ، وقدِّسْنا عن كلِّ وصفٍ يوجِبُ نقصاً ممَّا استأثرتَ بهِ في علمِك عمَّن سواكَ.
يا اللهُ يا عظيمُ يا عليُّ يا كبيرُ، نسألُكَ الفقرَ ممَّا سواكَ، والغِنى بكَ حتَّى لا نشهدَ إلَّا ايَّاك، والطُفْ بنا فيهما لطفاً علمْتَهُ يصلحُ لمَنْ والاكَ، واكسُنا جلابيبَ العِصمةِ في الأنفاسِ واللَّحظاتِ، واجعلْنا عبيداً لكَ في جميعِ الحالاتِ، وعلِّمنا من لدُنكَ علماً نصيرُ بهِ كاملينَ في المحيا والمماتِ.
اللهمَّ أنتَ الحميدُ الرَّبُّ المَجيدُ، الفعَّالُ لما تريدُ، تعلمُ فرحَنا بماذا ولماذا وعلى ماذا، وتعلمُ حُزنَنا كذلكَ، وقد أوجبتَ كونَ ما أردتَه فينا ومنَّا، ولا نسألُكَ دفعَ ما تريدُ ولكَنْ نسألكَ التأييدَ برُوحٍ من عندِك فيما تريدُ، كما أيَّدتَ أنبياءك ورسلَكَ وخاصةَ الصِّدِّقينَ من خلقِك إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالمِ الغيبِ والشَّهادةِ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادِك، فهنيئا لمَنْ عرفَك فرضِيَ بقضائِك، والويلُ لمَنْ لم يعرفْك، بل الويلُ ثُمَّ الويلُ لمَنْ أقرَّ بوحدانيتِك ولم يرضَ بأحكامِك.
اللهمَّ انَّ القومَ قد حكمتَ عليهِم بالذُلِّ حتَّى عزُّوا، وحكمتَ عليهِم بالفقدِ حتَّى وُجِدُوا، فكلُّ عزٍّ يمنعُ دونَك فنسألُكَ بدلَهُ ذُلاًّ تصحبُهُ لطائفُ رحمتِك، وكلُّ وَجْدٍ يحجُبُ عنكَ فنسألُكَ عِوضَهَ فقداً تصحبُهُ أنوارُ محبَّتِك، فإنُّه قد ظهرتْ السَّعادَةُ على مَن أحببتَهُ، وظهرتِ الشَّقاوةُ على مَنْ أبعدتَهُ، فهبْ لنا من مواهبِ السُّعداءِ، واعصمْنا من مواردِ الأشقياءِ.
اللهمَّ إنَّا عجَزْنا عن دفعِ الضُرِّ عن أنفسِنا من حيثُ نعلمُ بما نعلمُ، فكيفَ لانعجزُ عن ذلكَ من حيثُ لا نعلمُ بما لا نعلمُ، وقد أمرتَنا ونهيتَنا والمدحَ والذمَّ ألزمتَنا، فأخو الصَّلاحِ من أصلحتَهُ، وأخو الفسادِ من أضللتَهُ، والسعيدُ حقّاً من أغنيتَهُ عن السؤالِ منك، والشقيُّ حقّاً من حرمتَهُ مع كَثرةِ السُّؤالِ لكَ، فاغنِنا بفضلكَ عن سؤالِنا منك، ولا تحرمْنا من رحمتِك مع كثرةِ السُّؤالِ لكَ، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا شديدَ البطشِ يا جبَّارُ يا قهَّارُ يا حكيمُ، نعوذُ بك من شرِّ ما خلقتَ، ونعوذُ بكَ من ظُلماتِ ما أبدعتَ، ونعوذُ بكَ من كيدِ النُّفوسِ فيما قدَّرتَ وأردتَ، ونعوذُ بكَ من شرِّ الحُسَّادِ على ما أنعمتَ، ونسألُكَ عزَّ الدُّنيا والآخرةِ، كما سألكَ نبيُّك سيِّدُنا محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عزَّ الدُّنيا بالإيمانِ والمعرفةِ، وعزَّ الآخرةِ باللِّقاءِ والمُشاهدةِ، إنَّك سميعٌ قريبٌ مُجيبٌ.
اللهمَّ انِّي أُقدّمُ إليكَ بين يدي كلِّ نَفَسٍ ولمحَةٍ وطرفةٍ يطرُفُ بهِا أهلُ السَّمواتِ وأهلُ الأرضِ، وكلُّ شيءٍ هو في علمِك كائنٌ أو قد كان، أقدِّمُ إليكَ بينَ يدي ذلكَ كلِّهِ (اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة (255).
واكفِنا شرَّ ما هو ضدٌّ لذلكَ، وأكمِلْ دينَنا، وأتمِمْ علينا نعمتَك، وهبْ لنا حكمةَ
الحِكمةِ البالغةِ، مع الحياةِ الطَّيِّبةِ والموتةِ الحسنةِ، وتولَّ قبضَ أرواحِنا بيدِك وحُلْ بينَنا وبينَ غيرِك في البرزخِ وما قبلهُ وما بعدَهُ بنورِ ذاتِك، وعظيمِ قُدرتِك وجميلِ فضلِكَ إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قدير.
يا اللهُ يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا حكيمُ يا كريمُ يا سميعُ يا قريبُ يا مُجيبُ يا ودودُ، حُلْ بينَنا وبينَ فتنةِ الدُّنيا والنِّساءِ والغفلةِ والشَّهوةِ وظُلمِ العِباد وسوءِ الخُلُقِ، واغفرْ لنا ذنوبَنا، واقضِ عنَّا تبعاتِنا، واكشفْ عنَّا السُّوءَ ونجِّنا من الغمِّ، واجعلْ لنا منهُ مخرجاً، إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا لطيفُ يا رزَّاقُ يا قويُ يا عزيزُ، لكَ مقالَيدُ السَّمواتِ والأرضِ، تبسطُ الرِّزقَ لمَنْ تشاءُ وتقدِرُ فابسُطْ لنا من الرِّزقِ ما تُوصلُنا بهِ الى رحمتِك، ومن رحمتِك ما تحولُ بهِ بينَنا وبينَ نقمتِك، ومن حلمِك ما يسعُنا بهِ عفوُك، واختمْ لنا بالسَّعادَةِ التي ختمتَ بهِا لأوليائِك، واجعلْ خيرَ أيَّامِنا وأسعدَها يومَ لقائِك، وزحزِحْنا في الدُّنيا عن نارِ الشَّهوةِ وأدخلْنا بفضلِكَ في ميادينِ الرَّحمةِ، واكسُنا من نورِك جلابيبَ العِصمةِ، واجعلْ لنا ظهيراً من عقولِنا، ومهيمِناً من أرواحِنا ومُسخِّراً من أنفسِنا، كي نسبِحَك كثيراً ونذكرَك كثيراً، إنَّك كنت بنا بصيراً، وهبْ لنا مشاهدةً تصحَبُها مكالمةً، وافتحْ أسماعَنا وأبصارَنا، واذكرْنا إذا غفلْنا عنكَ بأحسن ما تذكرُنا إذا ذكرناكَ، وارحمْنا إذا عصيناكَ بأتمِّ ممَّا ترحمُنا بهِ إذا أطعناكَ، واغفرْ لنا ذنوبَنا ما تقدَّم منها وما تأخَّرَ، والطفْ بنا لطفاً يحجبُنا عن غيرِك، ولا يحجبُنا عنكَ فانَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ انَّا نسألُكَ لساناً رطباً بذكرِك، وقلباً منعَّماً بشكرِك، وبدَناً هيِّناً ليِّناً بطاعتِك، واعطِنا مع ذلكَ ما لا عينٌ رأتْ ولا أُذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ كما أخبرَ بهِ رسولُكَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حسبَ ما علمتَه بعلمِك، واغنِنا بلا سببٍ، واجعلْنا سببَ الغِنى لأوليائِك، وبرزخًا بينهم وبينَ أعدائِك إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير.
اللهمَّ إنَّا نسألُكَ إيمانا دائما، ونسألُكَ قلباً خاشعاً، ونسألُكَ علماً نافعاً، ونسألُكَ يقيناً صادقاً، ونسألُكَ دينا قيِّماً، ونسألُكَ العافيةَ من كلِّ بليةٍ، ونسألُكَ تمامَ العافيةِ، ونسألُكَ دوامَ العافيةِ، ونسألُكَ الشُّكرَ على العافيةِ، ونسألُكَ الغنى عن النَّاسِ (ثلاثا)
اللهمَّ إنَّا نسألُكَ التّوبةَ الكَاملةَ، والمغفرةَ الشاملةَ، والمحبَّة الكَاملةَ الجامعةَ والخِلَّةَ الصافيةَ، والمعرفةَ الواسعةَ، والأنوارَ السَّاطعةَ والشَّفاعةَ القائمةَ، والحجَّةَ البالغةَ والدَّرجةَ العاليةَ، وفُكَّ وثاقَنا من المعصيةِ، ورهانِنا من النِّقمةِ بمواهبِ المِنَّةِ.
اللهمَّ إنَّا نسألكَ التّوبةَ ودوامَها، ونعوذُ بك من المعصيةِ وأسبابهِا، فذكِّرْنا بالخوفِ منك قبلَ هُجومِ خَطراتِها، واحملْنا على النجاةِ منها ومن التَّفكُّرِ في طرائقِها، وامحُ من قلوبِنا حلاوةَ ما اجتنَيناهُ منها، واستبدِلْها بالكَراهةِ لها والطُعمِ لما هو بضدِّها، وأَفِضْ علينا من بحرِ كرمِك وجُودِك حتَّى نخرجَ من الدُّنيا على السَّلامةِ من وَبالِها، واجعلْنا عندَ الموتِ ناطقين بالشَّهادةِ عالمين بهِا وارأفْ بنا رأفةَ الحبيبِ بحبيبهِ عند الشَّدائدِ ونزولِها، وأرحْنا من همومِ الدُّنيا وغمومِها بالرَّوحِ والرِّيحانِ الى الجنَّةِ ونعيمِها.
اللهمَّ إنا نسألُكَ توبةً سابقةً منك إلينا لتكونَ توبتَنا تابعةً إليكَ منَّا، وهبْ لنا التَّلقِّي منك كما تلقَّى آدمُ منك كلماتٍ ليكونَ قُدوةً لولدِهِ في التَّوبةِ والأعمالِ الصَّالحاتِ، وباعِدْ بينَنا وبينَ العِنادِ والإصراِر والشِّبهَ بإبليسَ رأسِ الغُواةِ واجعلْ سيئاتِنا سيئاتِ من أحببتَ، ولا تجعلْ حسناتِنا حسناتِ من أبغضتَ فالإحسانُ لا ينفعُ مع البُغضِ منك، والإساءةُ لا تضرُّ مع الحبِّ منك، وقد أبهمتَ الأمرَ علينا لنرجو ونخافَ، فآمِنْ خوفَنا، ولا تخيِّبْ رجاءَنا، واعطِنا سُؤْلَنا، فقد أعطيتَنا الإيمانَ من قبلِ أنْ نسأَلَكَ، وكتبتَ وحبَّبتَ وزيَّنتَ وكرَّهتَ وأطلقتَ الألسُنَ بما بهِ ترجمتَ، فنِعمَ الرَّبُّ أنتَ فلكَ الحمدُ على ما أنعمتَ فاغفرْ لنا ولا تعاقبْنا بالسَّلبِ بعد العطاءِ، ولا بكفرانِ النِّعمِ وحرمانِ الرِّضا.
اللهمَّ رضِينا بقضائِك، وصبرْنا على طاعتِك وعن معصيتِك، وعن الشَّهواتِ الموجباتِ للنقصِ أو للبُعدِ عنكَ، هبْ لنا حقيقةَ الإيمانِ بكَ حتَّى لا نخافَ غيرَك ولا نرجو غيرَك، ولا نحبَّ غيرَك، ولا نعبدَ شيئاً سواكَ، وأوزعْنا شكرَ نعمائِك، وغطِّنا برداءِ عافيتِك، وانصرُنا باليقينِ والتَّوكُّلِ عليك، وأسفرْ وجوهَنا بنورِ صفاتِك، وأضحِكْنا وبشرِّنا يومَ القيامةِ بين أولئك، واجعلْ يدكَ مبسوطةً علينا وعلى أهلينا وأولادِنا ومن معنا برحمتِك، ولا تكلْنا إلى أنفسِنا طرفةَ عينٍ ولا أقلَّ من ذلكَ، يا نعمَ المُجيبُ يا نعمُ المُجيبُ يا نعمَ المُجيبُ.
يا مَنْ هو هو في عُلوِّهِ قريبٌ يا ذا الجلالِ والاكرامِ، يا محيطاً باللَّيالي والأيَّامِ أشكو إليكَ من غمِّ الحجابِ، وسوءِ الحسابِ، وشدَّةِ العذابِ، وإنَّ ذلكَ لواقعٌ ما لهُ من دافعٍ انْ لم ترحمْني( لا إلهَ إِلَّا أنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الأنبياء (87) ثلاثاً.
ولقد شكا إليكَ يعقوبُ فخلَّصتَهُ من حُزنِهِ ورددتَ عليهِ ما ذهبَ من بصرِهِ وجمعتَ بينَهُ وبينَ ولدِه، ولقد ناداك نوحٌ من قبلُ فنجَّيتَهُ من كربهِ، ولقد ناداك أيوبُ من بعدُ فكشفتَ ما بهِ من ضُرِّه، ولقد ناداك يونسُ فنجّيتَهُ من غمِّهِ ولقد ناداك زكريَّا فوهبتَ لهُ ولداً من صُلبهِ بعد يأسِ أهلهِ وكبرِ سنِّهِ، ولقد علمتَ ما نزلَ بإبراهيمَ فأنقذتَهُ من نارِ عدوِّهِ، وأنجيتَ لوطًا وأهلَهُ من العذابِ النَّازلِ بقومِهِ، فها أنا ذا عبدُك إنْ تعذِّبْني بجميعِ ما علمت من عذابِك فأنا حقيقٌ بهِ وإنْ ترحمْني كما رحمتَهم مع عظيمِ إجرامي فأنتَ أولى بذلكَ وأحقُّ من أُكرمُ بهِ فليسَ كرمُك مخصوصاً بمَنْ أطاعَك وأقبلَ عليك، بل هو مبذولٌ بالسَّبقِ منك لمنْ شئتَ من خلقِك وإنْ عصاكَ وأعرضَ عنكَ، وليسَ من الكَرمِ إلَّا تُحسنَ إلَّا لمَنْ أحسنَ إليكَ وأنتَ المِفضالُ الغنيُّ بل من الكَرمِ أن تُحسنَ الى مَنْ أساءَ إليكَ وأنتَ الرَّحيمُ العليُّ، كيفَ وقد أمرتَنا أن نُحسنَ الى مَنْ أساءَ إلينا فأنتَ أولى بذلكَ منَّا (قالَا ربّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ثلاثاً الأعراف (23).
يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا رحمنُ يا رحمنُ يا رحمنُ، يا قيُّومُ يا قيُّومُ يا قيُّومُ، يا مَنْ هو هو هو يا هو يا هو يا هو، إنْ لم نكُنْ لرحمتِك أهلاً أن ننالَها فرحمتُك أهلٌ أن تنالَنا.
يا ربّاهُ يا ربّاهُ يا ربّاهُ، يا مولاهُ يا مولاهُ يا مولاهُ، يا مُغيثَ مَنْ عصاهُ يا مُغيثَ مَنْ عصاهُ يا مُغيثَ مَنْ عصاهُ، أغثْنا أغثْنا أغثْنا يا ربُّ يا كريمُ، وارحَمْنا يا برُّ يا رحيمُ يا مَنْ وَسعَ كُرسيُّهُ السَّمواتِ والأرضَ ولا يؤودُه حفظُهُما وهو العليُّ العظيمُ.
أسأُلكَ إلإيمانَ بحفظِك إيماناً يسكُنْ بهِ قلبي من همِّ الرِّزقِ وخوفِ الخلقِ، واقربْ منِّي بقُدرتِك قرباً تمحقُ بهِ عنَّي كلَّ حجابٍ محقتَهُ عن إبراهيمَ خليلِكَ فلم يحتجْ لجبريلَ رسولِكَ ولا لسؤالهِ منك، وحجبْتَهُ بذلكَ عن نارِ عدوِّهِ، وكيفَ لا يُحجبُ عن مضرِّةِ الأعداءِ من غيَّبتَهُ عن منفعةِ الأحبَّاءِ؟ كلاَّ انِّي أسألُكَ أن تُغنيني بقربِك حتَّى لا أرى ولا أُحسَّ بقربِ شيءٍ ولا ببعدِه عنِّي، انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ (أَفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللهُ الْمَلكُ الْحَقُّ لا إلهَ إِلَّا هُوَ ربّ الْعَرْشِ الكَرِيمِ * وَمَنْ يَدْعُ مَعَ الله إِلها آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لهُ بهِ فَإنَّما حِسَابهِ عِنْدَ ربّه إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ * وَقُلْ ربّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) المؤمنون (115- 117).
(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) غافر (65) (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب (56).
اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ألِ سيِّدِنا محمَّدٍ، وباركْ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلِ سيِّدِنا محمَّدٍ، كما صلَّيتَ ورحمْتَ وباركتَ على سيِّدِنا ابراهيمَ وعلى آلِ سيِّدِنا ابراهيمَ في العالمين إنَّك حميدٌ مجيدٌ.
اللهمَّ ارضَ عن ساداتِنا الخلفاءِ الرَّاشدينَ أبي بكرٍ وعمرٍ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهمَّ عن سيِّدنا الحسنِ وعن سيِّدِنا الحُسينِ وعن أمِّهِما فاطمةَ الزهراءَ، وعن أزواجِ نبيِّك الطَّاهراتِ أُمَّهاتِ المؤمنين، وعنِ التَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ الى يومِ الدِّينِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ وصلَّى اللهُ تعالى وسلَّمَ على سيِّدِنا محمَّدٍ النَّبيِّ الكَريمِ.
(سُبْحَانَ ربّكَ ربِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالَمِين) الصَّافَّات (180- 182).
أعوذ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) آمين
(اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) سورة البقرة (255)
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) سورة البقرة (285، 286)
(الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة آل عمران (1- 6).
(قُلِ اللهمَّ مَالكَ الْمُلكِ تُؤْتِي الْمُلكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة آل عمران (26- 27)
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين * ربّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالحينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الجنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ) سورة الشعراء (78- 91)
(سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لهُ مُلكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* هُوَ الأوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كنتمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الحديد (1- 6)
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكَ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتكبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر (22- 24)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِربِّ النَّاسِ * مَلِكَ النَّاسِ * إِلهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّة وَالنَّاسِ )
اللهمَّ يا مَنْ هو كذلكَ على ما وصفَهُ بهِ عبادُ اللهِ المخلصونَ من النَّبيينَ والصِّدِّقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ والعلماءِ الموقنينَ والأولياءِ المقرَّبينَ من أهلِ سمواتهِ وأرضهِ وسائرِ الخلقِ أجمعينَ، أسألُكَ بهِا وبالآياتِ والأسماءِ كلِّها وبالعظيمِ منها، وبالأُمِّ والسِّيدَةِ، وبخواتيمِ سورةِ البقرةِ، وبالمباديءِ والخواتيمِ، وبآمينَ على الموافقةِ، وبحاءِ الرَّحمة وميمِ المُلكَ ودالِ الدَّوامِ.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح (29).
أحون، قاف، أدم، حم، هاء، آمين، كهيعص
اغفرْ لي وارحمْني برحمتِك التي رحمتَ بهِا أنبياءَكَ ورسلَكَ ولا تجعلني بدُعائِكَ ربِّ شقيَّاً، وإنِّي خِفتُ وأخافُ أن أخافَ ثُمَّ لا أهتدي إليكَ سبيلاً، فاهدني إليكَ، وأمنِّي بك من كلِّ خوفٍ ومُخوِّفٍ في الدِّين والدُّنيا والآخرةِ، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ يا بديعَ السَّمواتِ والأرضِ، يا قيُّومَ الدَّارَينِ، ويا قيُّومٌ بكلِّ شيءٍ، يا حيُّ يا قيُّومُ، يا إلهَنا لا إلهَ إلَّا أنتَ، كُنْ لنا وليَّاً ونصيراً وأميناً، وأمِنَّا بكَ من كلِّ شيءٍ حتَّى لا نخافَ إلَّا أنتَ، واجعلْنا في جوارِك، واحجُبْنا بالذي حجبتَ بهِ أولياءَكَ فترى ولا يراكَ أحدٌ من خلقِك، واصبُبْ علينا من الخيرِ أكملَهُ وأجملَهُ، واصرفْ عنَّا من الشرِّ أصغرَهُ وأكبرَهُ.
طس، حم، عسق
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) الرَّحمن (19- 20)
اللهمَّ انَّا نسألُكَ الخوفَ منكَ والرَّجاءَ فيكَ والمحبَّةَ لكَ، والشَّوقَ إليكَ، والأُنسَ بكَ، والرِّضا عنكَ، والطَّاعةَ لأمرِك على بساطِ مشاهدتِك، ناظرينَ منك إليكَ، وناطقينَ بك عنكَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك، ربَّنا ظلَمْنا أنفسَنا وقد تُبنا إليكَ قولاً وعقداً، فتُبْ علينا جُوداً وعطفاً، واستعملْنا بعملٍ ترضاهُ، وأصلِحْ لنا في ذريَّاتِنا إنَّا تُبنا إليكَ وإنَّا من المسلمين.
يا غفورُ يا ودودُ يا برُّ يا رحيمُ، اغفرْ لنا ذنوبَنا، وقربِّنا بودِّك، وصلْنا بتوحيدِك، وارحمْنا بطاعتِك، ولا تعاقبْنا بالفترةِ ولا بالوقفةِ مع كلِّ شيءٍ دونَك، واحملْنا على سبيلِ القصدِ، واعصمْنا من جائرِها، انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ يا جامعَ النَّاس ليومٍ لاريبَ فيه، إجمعْ بيننا وبين الصِّدق والنِّيَّةِ والإخلاصِ والخُشوعِ والهيبةِ والحياءِ والمُراقبةِ والنُّور واليقينِ والعلمِ والمعرفةِ والحفظِ والعصمةِ والنَّشاطِ والقُوَّةِ والسِّترِ والمغفرةِ والفصاحةِ والبيانِ والفهمِ في القرآنِ، وخُصَّنا منك بالمحبَّةِ والإصطفائيةِ والتَّخصيصِ والتَّوليةِ، وكُنْ لنا سمعاً وبصراً ولساناً وقلباً ويداً ومؤيِّداً، وآتِنا العلمَ اللَّدُنِّي، والعملَ الصالحَ، والرِّزقَ الهني الذي لا حجابَ بهِ في الدُّنيا ولا حسابَ ولا سؤالَ ولا عقابَ عليه في الآخرةِ على بساطِ علمِ التَّوحيدِ والشّرعِ، سالمينَ من الهوى والشَّهوةِ والطَّبعِ، وأدخلْنا مُدخلَ صِدقٍ وأخرِجْنا مُخرجَ صدقٍ، واجعلْ لنا من لدَّنكَ سلطاناً نصيراً.
يا اللهُ يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليُّمُ يا سميعُ يا بصيرُ يا مُريدُ يا يا حيُّ يا قيُّومُ يا رحمنُ يا رحيمُ يا مَنْ هو هو هو يا هو، أسألُكَ بعظمتِك التي ملأتْ أركانَ عرشِك، وبقُدرتِك التي قدَّرتَ بهِا خلقَك، وبرحمتِك التي وسعتْ كلَّ شيءٍ وبعلمِك المحيطِ بكلِّ شيءٍ، وبإرادتِك التي لاينازعُها شيءٌ، وبسمعِك وبصرِك القريبَينِ من كلِّ شيءٍ، يا مَنْ هو أقربُ إليَّ من كلِّ شيءٍ، قد قلَّ حيائي وعظُمَ افترائي وبَعُد منائي واقتربَ شقائي، وأنتَ البصيرُ بمحنَتي وحيرتي وشهوتي وسَوْءتي تعلمُ ضلالتي وعَمايتي وفاقتي وما قَبُحَ من صفاتي.
آمنتُ بك وبإسمائِك وصفاتِك وبمحمَّدٍ رسولِكَ، فمَــَنْ ذا الذي يرحمُني غيرُك، ومَنْ ذا الذي يُسعدُني سواكَ، فارحمْني وأرِني سبيلَ الرُّشدِ، واهدني إليهِ سبيلاً، وأرني سبيلَ الغيِّ وجنِّبْني إيَّاهُ سبيلاً، وأصحِبْني منكَ الحقَّ والنُّورَ والحُكمَ والفصلَ والبيانَ، واحرُسني بنورِك، يا اللهُ يا نورُ يا حقُّ يا مبينُ، افتحْ قلبي بنورِك، وعلِّمْني من علمِك، وفهِّمْني عنكَ، وأسمِعني منك، وبصرِّني بك إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ إنِّي أصبحتُ وأنا أريدُ الخيرَ وأكرهُ الشرَّ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، فاهدِني بنورِك لنورِك فيما يردُ عليَّ منك، وفيما يصدرُ منِّي إليكَ، وفيما يجري بيني وبينَ خلقِك وضيِّقْ عليَّ بقربِكَ، واحجُبْني بحُجِبِ عزَّتِك وعزِّ حُجبِك، وكُنْ أنتَ حِجابي حتَّى لا يقعَ شيءٌ منِّي إلَّا عليك، وسخِّرْ لي أمرَ هذا الرِّزق، واعصِمْني من الحرصِ والتَّعبِ في طلبهِ، ومن شُغلِ القلبِ وتعلُّقِ الهمِّ بهِ، ومن الذُلِّ للخلقِ بسببهِ، ومن التفكُّرِ والتَّدبيرِ في تحصيلهِ، ومن الشُّحِّ والبُخلِ بعد حصولهِ، وما يعرِضُ في النَّفس من ذلكَ، وتخلُقُهُ بقدرتِك على وفقِ إرادتِك وعلمِك ومن ضروراتِ الحاجاتِ الى خلقِك، فاجعلهُ اللهمَّ سبباً لاقامةِ العبوديَّةِ ومشاهدةٍ لأحكامِ الرُّبوبيَّةِ، وهبْ لي خفيَّةً من خفيَّاتِك، ونوراً من أنوارِك، وذكراً من أذكارِك، وسرَّاً من أسرارِك، وطاعةً من طاعاتِ أنبيائِك، وصُحبَةً لملائكتِك وتولَّ أمري بذاتِك، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ولا أقلَّ من ذلكَ واجعلني حسنةً من حسناتِك، ورحمةً بين عبادِك تهدي بهِا من تشاءُ إالى صراطٍ مستقيمٍ صراطِ اللهِ الذي لهُ ما في السَّموات وما في الأرضِ ألا الى الله تصيرُ الأمورُ.
اللهمَّ اهدني لنورك، واعطني من فضلكَ وامنعني من كلِّ عدوٍّ هو لكَ ومن كلِّ شيءٍ يُشغلني عنكَ، وهب لي لساناً لا يفترُ عن ذكرِك، وقلباً يسمعُ بالحقِّ منك، وروحاً يُكرمُ بالنَّظر إليكَ، وسرّا مُمتَّعا بحقائق قربِك، وعقلاً جائلاً بجلالِ عظمتِك، وزيِّنْ ما ظهرَ وما بطنَ منِّي بأنواعِ طاعتِك، يا سميعُ يا عليُّم يا عزيزُ يا حكيمُ.
اللهمَّ كما خلقتني فاهدني، وكما أمتّني فأحيني، وكما أطعمتهم فأطعمني واسقني ومرضِي لا يخفى عليك فاشفني وقد أحاطتْ بي خطيئاتي، فاغفرْ لي وهبْ لي علماً يوافقُ علمَك، وحُكماً يصادفُ حكمَك، واجعلْ لي لسانَ صدقٍ بين عبادِك، واجعلني من ورثةِ جنَّتِك، ونجنِّي من النَّار بعفوِك، وأدخلني الجنَّةَ حالاً ومآلاً برحمتِك، وأرني وجهَ محمَّدٍ نبيِّك، وارفعْ الحجابَ فيما بيني وبينِك، واجعلْ مقامي عندك دائماً بينَ يديك وناظراً منكَ إليكَ، وأسقِطْ البينَ عنِّي حتَّى لا يكونَ شيءٌ بيني وبينِك، واكشفْ لي عن حقيقةِ الأمرِ كشفاً لا طلبَ بعدهُ لعبدِك، مع المزيدِ المضمونِ بكريمِ وعدِك، انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا اللهُ يا عزيزُ يا حكيمُ إنَّك قد أيَّدتَ من شئتَ بما شئتَ كيفَ شئتَ، فأيِّدْنا بنصرِك بحرمةِ أوليائك، ووسّعْ صدورَنا لمعرفتِك عند ملاقاةِ أعدائك، واجلبْ لنا مَنْ رضيْتَ عنهُ حتَّى نخضعَ لهُ ونذلَّ كما جلبتَه لمحمَّدٍ رسولِكَ، واصرفْ عنّا كيدَ مَنْ سخطتَ عليهِ كما صرفتَهُ عن إبراهيمَ خليلِكَ، وآتِنا أجرَنا من الدُّنيا بالعافيةِ من أسبابِ النَّار، ومن ظُلمِ كلِّ جائرٍ جبَّارٍ، وبسلامةِ قلوبِنا من جميعِ الأغيارِ، وبغِّضْ لنا الدُّنيا وحبِّبْ لنا الآخرةَ واجعلنا فيهما من الصَّالحينَ إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا اللهُ يا عظيمُ يا سميعُ يا عليُّمُ يا برُّ يا رحيمُ، عبدُك قد أحاطَ بهِ خطيئاتُهُ وأنتَ العظيمُ، وندائي كأنَّه لم يُسمعْ وأنتَ السَّميع، وقد عجزتُ عن سياسةِ نفسي وأنتَ العليمُ، وأنَّى لي برحمتِها وأنتَ البرُّ الرَّحيمُ.
كيفَ يكونُ ذنبي عظيماً مع عظمتِك؟
أم كيفَ تُجيبُ من لم يسألْكَ وتتركُ من سألَكَ؟
أم كيفَ أسوسُ نفسي بالبرِّ وضعفي لايعزبُ عنكَ؟
أم كيفَ أرحمُهُا بشيءٍ وخزائنُ الرَّحمةِ بيديكَ؟
إلهي عظمتُك ملأتْ قلوبَ أوليائِك فصغُرَ لديهم كلُّ شيءٍ، فاملأْ قلبي بعظمتِك حتَّى لا يصغُرَ ولا يعظُمَ لديهِ شيءٌ، واسمعْ ندائي بخصائصِ اللُّطفِ فإنَّك السَّميعُ من كلِّ شيءٍ.
الهي سُتِرَ عنِّي مكاني منك حتَّى عصيتُك وأنا في قبضتِك، واجترحتُ ما اجترحتُ فكيفَ لي الإعتذارُ إليكَ.
الهي جذبُك لي أطمعني فيك، وحجابي عنكَ آيسني من غيرك، فاقطعْ حجابي حتَّى أصلَ إليكَ، واجذبني جذبةً لا أرجعُ بعدها لغيرِك.
إلهي كم من حسنةٍ ممن لا تحبُّ لا أجرَ لها، وكم من سيئةٍ ممَّن تحبُّ لا وزرَ لها فاجعلْ سيِّآتي سيئاتِ من أحببتَ، ولا تجعلْ حسناتي حسناتِ من أبغضتَ فإنَّ كرمَ الكَريمِ مع السِّيِّئاتِ أتمُّ منه مع الحسناتِ، فأشهدْني كرمَك على بساطِ رحمتِك، ورضِّني بقضائِك، وصبِّرني على طاعتِك فيما أجريتَ عليَّ من أمرِك ونهيِّك، وأوزعني شكرَ نعمتِك، وغطنِّي برداءِ عافيتِك حتَّى لا أُشركَ بك غيرَك، وامنُنْ عليَّ بالفهمِ عنكَ، انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
الهي معصيتُك نادتْني بالطَّاعةِ، وطاعتُك نادتْني بالمعصيةِ، ففي أيِّهِما أخافُك وفي أيِّهِما أرجوك؟ إن قلتُ بالمعصيةِ قابلتَني بفضلِكَ فلم تَدعْ لي خوفاً، وإن قلتُ بالطَّاعةِ قابلتَني بعدلِكَ فلم تَدعْ لي رجاءً، فليتَ شعري كيفَ أرى إحساني مع إحسانك؟ أم كيفَ أجهلُ فضلكَ مع عصيانِك.
قاف جيم سرّانِ مع سرِّك، وكلاهما دالاّنِ على غيرِك، فبالسِّرِّ الجامعِ الدالِّ عليك لاتَدعْني لغيرِك انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
يا اللهُ يا فتَّاحُ يا غفَّارُ يا منعمُ يا هادي يا ناصرُ يا عزيزُ، هبْ لي من نورِ أسمائك ما أتحقَّقُ بهِ حقائقَ ذاتِك، وافتحْ لي واغفرْ لي وأنعمْ عليَّ واهدني وانصرني وأعزَّني، يا معزُّ يا مُذلُّ لا تذُلُّني بتدبيرِ ما لكَ، ولا تُشغلني عنكَ بما لكَ، فالكَلُّ كلُّكَ، والأمرُ أمرُك، والسِّرُّ سرُّك، عدمي وجودي، ووجودي عدمي، فالحقُّ حقُّك، والجعلُ جعلُكَ، ولا إلهَ غيرُك، وأنتَ اللهُ الحقُّ المبينُ.
يا عالمَ السِّرِّ وأخفى، يا ذا الكَرمِ والوفا، علمُك قد أحاطَ بعبدِك، وقد شقيَ في طلبِك، فكيفَ لا يشقى مَنْ طلبَ غيرَك، تلطّفتَ بي حتَّى علمتُ أنَّ طلبي لكَ جهلٌ، وطلبي لغيرِك كفرٌ، فأجرْني من الجهلِ، واعصمني من الكُفرِ، يا قريبُ أنتَ القريبُ وأنا البعيدُ، قربُك أيأسني من غيرِك، وبُعدي عنكَ ردَّني للطلبِ لكَ، فَكُنْ لي بفضلِكَ حتَّى تمحوَ طلبي بطلبِك، يا قويُّ يا عزيزُ، انَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهمَّ لا تعذِّبنا بإرادتِنا، وحُبِّ شهواتِنا، فنُشغلَ أو نُحجبَ أو نفرحَ بوجودِ مرادِنا، أو نحزنَ أو نسخطَ أم نُسلمَ تسليمَ النِّفاقِ عند الفقدِ، وأنتَ أعلمُ بقلوبِنا، فارحمْنا بالنَّعيمِ الأكبرِ، والمزيدِ الأفضلِ، والفوزِ الأكملِ، وغيِّبنا وغيِّب عنَّا كلَّ شيءٍ، وأشهدْنا ايَّاك بالاشهادِ، وانصرْنا في الحياةِ الدُّنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ.
يا الله يا يا مُريدُ يا عزيزُ يا حكيمُ يا حميدُ، انا نسألكَ بالقدرةِ العظمى، وبالمشيئةِ العُليا، وبالآياتِ والأسماءِ كلِّها، وبهِذا العظيمِ منها أن تُسخِّرَ لنا هذا البحرَ، وكلَّ بحرٍ هو لكَ في الأرضِ والسَّماء والملكَ والملكَوتِ، كما سخَّرتَ البحرَ لموسى، وسخَّرتَ النَّارَ لابراهيمَ، وسخَّرتَ الجبالَ والحديدَ لداودَ، وسخَّرتَ الرِّيحَ والشياطينَ والجنَّ لسليمانَ وسخِّرْ لنا كلَّ شيءٍ يا من بيدِه ملكَوتُ كلِّ شيءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجارُ عليه يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليُّمُ، أحون قاف أدم حم هاء آمين.
﴿(إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عليه وسلَّمَوا تَسْلِيمًا) الأحزاب (56)
اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلِ سيِّدِنا محمَّدٍ كما صلَّيتَ على سيِّدنا ابراهيمَ، وباركْ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلِ سيِّدِنا محمَّدٍ كما باركتَ على سيِّدِنا ابراهيمَ وعلى آلِ سيِّدِنا ابراهيمَ، انَّك حميدٌ مجيدٌ.
اللهمَّ وارضَ عن ساداتِنا أبي بكرٍ وعمرٍ وعثمانَ وعليٍّ، وعلى الحسنِ والحُسينِ والصَّحابةِ أجمعين، وعن التَّابعينَ وتابعِ التابعين لهم بإحسانٍ الى يومِ الدِّين، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله العليِّ العظيمِ (سُبْحَانَ ربّكَ ربّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ ربّ الْعَالَمِين)﴾ ([1]) الصَّافَّات (180- 182).
أعوذُ بالله من الشَّيطانِ الرَّجيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) الفاتحة
(اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) سورة البقرة (255)
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إليهِ مِنْ ربّه وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبهِ وَرُسُله لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُله وَقالَوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ ربّنَا وَإليكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لها مَا كَسَبَتْ وَعليهِا مَا اكْتَسَبَتْ ربّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ربّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ربّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أنتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الكَافِرِينَ ) سورة البقرة (285، 286)
(الم * اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الكَتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لمِا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ الله لهمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالله عَزِيزٌ ذُو أنتَقَامٍ * إِنَّ الله لَا يَخْفَى عليه شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّماء * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كيفَ يشاءُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران (1- 6).
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) آل عمران (26- 27).
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين* ربّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالحينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الجنَّة لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ) الشعراء (78- 91).
(سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لهُ مُلكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ * هُوَ الأوَّل وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كنتمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لهُ مُلكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور) الحديد (1- 6).
(هُوَ الله الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحمن الرَّحيم * هُوَ اللهُ الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلكَ الْقُدُّوسُ السَّلام الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتكبِّر سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر (22-24).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إذا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ ربّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لكَ مِنَ الأوَّلى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ ربّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ ربّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(أَلَمْ نَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى ربّكَ فَارْغَبْ) الشَّرح.
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) التّوبة (112).
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعادَونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) المؤمنون (1- 11).
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلمَّاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَأنتَينَ وَالْقَأنتَاتِ وَالصَّادقينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لهمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب (35)
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ* وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالهمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ *وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّين * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ ربهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ ربهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعادَونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) المعارج (19- 35).
اللهمَّ إنَّا نسألُكَ صُحبَةَ الخوفِ وغلبةَ الشَّوقِ وثباتَ العلمِ ودوامَ الفكرِ، ونسألُكَ سرَّ الأسرارِ المانعَ من الإصرارِ حتَّى لا يكونَ لنا مع الذَّنبِ أو العيبِ قرارٌ، واجتبينا واهدِنا الى العملِ بهِذهِ الكَلماتِ التي بسطتَها لنا على لسانِ رسولِكَ وابتليتَ بهِنَّ إبراهيمَ خليلَكَ فأتمَّهُنَّ (قالَ إِنِّي جَاعِلكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقـرة (124)
فاجعلْنا من المحسنينَ من ذريةِ آدمَ ونوحٍ، واسلُكْ بنا سُبلَ أئمةِ المُتَّقينَ
بسمِ اللهِ وباللهِ ومن اللهِ وعلى اللهِ فليتوكَّلِ المتوكلِّونَ
حسبي اللهُ، آمنتُ باللهِ، رضِيَتُ باللهِ، توكَّلْت على اللهِ، لا قوَّةَ إلَّا باللهِ
أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولهُ
ربِّ اغفرْ لي وللمؤمنينَ والمؤمناتِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) الفاتحة
قُلِ الحمدُ للهِ وسلامٌ على عبادِهِ الذين اصطفى
ربّ إنِّي ظلمتُ نفسي ظلمَّا كثيراً فاغفرْ لي وتُبْ عليَّ، لا إلهَ الا أنتَ سبحانَك اني كنت من الظالمين.
يا اللهُ يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليُّمُ يا سميعُ يا بصيرُ يا مُريدُ يا حيُّ يا قيُّومُ يا رحمنُ يا رحيمُ، يا مَنْ هو هو يا هو يا أوَّلُ يا آخِرُ يا ظاهرُ يا باطنُ، تباركَ اسمُ ربِّك ذي الجلالِ والاكرامِ.
اللهمَّ صِلني باسمِك العظيمِ الذي لا يضرُّ معهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهبْ لي منهُ سِرّاً لا تضرُّ معهُ الذُّنوبُ شيئاً، واجعلْ لي منهُ وجهاً تُقضى بهِ الحوائجُ للقلبِ والعقلِ والرُّوحِ والسِّرِّ والنَّفسِ والبدنِ ( ووجهاً تُرفعُ بهِ الحوائجُ من القلبِ والعقلِ والسِّرِّ والرُّوحِ والبدنِ والنَّفسِ)([1]).
وأدرِجْ أسمائي تحتَ أسمائِك، وصفاتي تحتَ صفاتِك، وأفعالي تحتَ أفعالِكَ درْجَ السَّلامةِ وإسقاطَ الملامةِ وتنزُّلَ الكَرامةِ وظهورَ الأمانةِ، وكمِّلْ لي ما ابتليتَ بهِ أئمةَ الهدى من كلماتِك، وأغنني حتَّى تُغنيَ بي، وأحيِني حتَّى تُحييَ بي ما شئتَ ومَنْ شئتَ من عبادِك، واجعلني خِزانةَ الأربعين ومن خُلاصةِ المُتَّقينَ، واغفرْ لي فإنَّهُ لا ينالُ عهَدِك الظَّالمون.
طس حم عسق (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) الرَّحمن (19- 20).
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
(الْحَمْدُ للهِ ربّ الْعَالَمِينَ * الرَّحمن الرَّحيم * مَالكَ يَوْمِ الدِّين * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) الفاتحة
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ )3 الإخلاص
اللهمَّ إنِّي أتوسَّلُ بكَ إليكَ، اللهمَّ إني أُقسمُ بك عليك، اللهمَّ كما كنتُ دليلاً عليك، فَكُنْ شفيعي إليكَ.
اللهمَّ إنَّ حسناتي من عطائِك، وسيِّئاتي من قضائِك، فجُدْ اللهمَّ بما أعطيتَ على ما بهِ قضيتَ حتَّى تمحوَ ذلكَ بذلكَ، لا لمَنْ أطاعَك فيما أطاعَك فيه لهُ الشُّكرُ، ولا لمَنْ عصاك فيما عصاك لهُ العذرُ لأنَّك قلتَ وقولُكَ الحقُّ(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء (23).
اللهمَّ لولا عطاؤُك لكَنْتُ من الهالكَين، ولولا قضاؤُك لكَنْتُ من الفائزين، وأنتَ أجلُّ وأعظمُ وأعزُّ وأكرمُ من أنْ تُطاعَ إلَّا بإذنِك ورضاكَ أو أنْ تُعصى الا بحُكمِك وقضائِك.
إلهي ما أطعتُك حتَّى رضِيَتَ، ولا عصيتُك حتَّى قضيتَ، أطعتُك بإرادتك والمنَّةُ لكَ عليَّ، وعصيتُك والحُجَّةُ لكَ عليَّ، فبوُجوبِ حُجَّتِك وانقطاعِ حجَّتي إلَّا ما رحمتَني، وبفقري إليكَ وغناك عنِّي إلَّا ما كفيتَني يا أرحمَ الرَّاحمينَ.
اللهمَّ انِّي لم آتِ الذُّنوبَ جرأةً منِّي عليك ولا استخفافاً بحقِّك ولكَنْ جرى بذلكَ قلمُك، ونفذَ بهِ حكمُك، وأحاطَ بهِ علمُك ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بك والعُذرُ إليكَ وأنتَ أرحمُ الراحمين.
اللهمَّ إنَّ سمعي وبصري ولساني وقلبي وعقلي بيدِك لم تُملِّكْني من ذلكَ شيئاً، فإذا قضيتَ بشيءٍ فَكُنْ أنتَ وليِّي واهدِني إلى أقومِ سبيلٍ، يا خيرَ مَن سُئلَ ويا خيرَ مَن أعطى، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ارحمْ عبداً لا يملكُ الدُّنيا ولا الآخرةَ، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ